يسود جو من القلق المتزايد بين أفراد الجاليات المسلمة في هولندا بعد فوز السياسي اليميني “خيرت فيلدرز “ عن حزب “الحرية” بالمرتبة الأولى بـ37 مقعدا برلمانيا من أصل 150 في الانتخابات الهولندية الأخيرة (نونبر 2023)، “فيلدرس”، الذي عُرف بمواقفه الصريحة والعدائية تجاه الإسلام، أعلن في عدة مناسبات عن نواياه لتقييد حريات المسلمين، مشيراً إلى احتمالية حظر القرآن والمدارس الإسلامية والمساجد. هذا الوضع يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل التعايش الديني والثقافي في هولندا.
في هذا الصدد يؤكد الشيخ الأستاذ عبد الاله العمراني مدير المعهد الاسلامي دار الهدى بأمستردام ، أن الجاليات المسلمة في هولندا، التي كانت تعيش في سلام ووئام، باتت تواجه مستقبلاً غامضاً، وتتزايد مخاوف المسلمين من ارتفاع وتيرة العنصرية والتمييز الديني، وقلقهم بشأن حريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، ويضيف الشيخ العمراني : بأن هذه المخاوف مبنية على ما شهدت البلاد في الآونة الأخيرة من عدة حوادث تنم عن تزايد التوترات العنصرية.
كما أشار مدير المعهد الإسلامي دار الهدى بأمستردام، باعتباره أبرز المراكز الإسلامية في أمستردام، بأنه سيتخذ موقفاً نشطاً في مواجهة هذه التحديات. يسعى فيها المعهد لتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات كعادته في عدة ملتقيات سالفة، وسيعمل على توفير أنشطة خاصة للتعليم والتوعية حول الإسلام.
ويرى الشيخ العمراني بأن نتائج الانتخابات الأخيرة تعكس تغيراً ملحوظاً في المشهد السياسي الهولندي، مع تزايد شعبية الأحزاب اليمينية، ويقول بأنه “ينظر إلى فوز ويلدرز كمؤشر على تزايد الاستياء من السياسات الليبرالية، وقد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على السياسة الهولندية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والتنوع الثقافي”.
ويؤكد المعهد الإسلامي دار الهدى بأمستردام على تعزيز الحوار والتفاهم لكونه أمراً حيوياً في هذه الأوقات العصيبة. مطالبا المؤسسات والمراكز الإسلامية والجاليات المسلمة في هولندا بالعمل بجد للحفاظ على التعايش السلمي واستتباب الأمن، وإبراز عظمة الدين وجمال الدين وسماحة الدين ، وفتح أبواب المراكز والمساجد أمام الزوار للتعريف بالإسلام في هولندا.