كان المسجد ولازال صرحا لناء جسور الأخوة الإسلامية والمحافظة عليها، باعتبارها أقوى الروابط التي تجمع بين المسلمين باختلاف انتماءاتهم وجنسيات، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾.
بهذا الاستهلال قدم الشيخ الأستاذ عبد الإله العمراني مدير المعهد الإسلامي دار الهدى بأمستردام، خطبته بمنبر مسجد إبراهيم الخليل بمدينة SIEGEN الألمانية، وتأتي هذه المساهمة من الشيخ العمراني ضمن زيارة أخوية وحملة دعوية تؤكد معاني الأخوة وتجلياتها بين المسلمين بالديار الأوروبية.
واستعرض الشيخ موضوع الأخوة من واقع الصحابة، الذين فهموا حقيقة قيمة الأخوة انطلاقا من التربية النبوية التي رباهم بها النبي صلى الله عليه وسلم، وتجلى هذا الواقع المشرق المنير يوم أن آخى رسول الهدى بين الموحدين في مكة رغم اختلاف ألسنتهم وأشكالهم وأوطانهم، وحقق بها ودا حقيقيا، ومشاعر صادقة ومثالية، لا يمكن مقارنتها بالواقع الحالي لوضع أخوتنا الإسلامية.
وأبرز الشيخ تجليات الأخوة التي غرسها النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب قبيلتي الأوس والخزرج بعد حروب دامية دامت أكثر من أربعين سنة، اجتثت عوامل الكراهية، وأصبح الجميع بنعمة الله إخوانا، كما أشار للمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، في مهرجان حب لم ولن تعرف البشرية له نظير.
وبأسلوب قصصي مشوق تفاعل معه رواد المسجد بالخشوع وحسن الإصغاء، تحدث الشيخ في خطبته عن تطبيقات الصحابة لبنود هذه الأخوة على أرض الواقع في مشاعرهم ومعاملتهم لبعضهم البعض.
واختتم خطبته المنبرية بالتنبيه على تجنب نواقض الأخوة على مستوى الجيران أو الأسرة أو العمل الجماعي بصفة عامة.
وقدم الشيخ العمراني شهادة شكر وتقدير للسيد محمد شوشوح، رئيس مؤسسة مسجد إبراهيم الخليل وباقي أعضاء إدارة المسجد بمدينة Siegen، و لإمامه السيد عبد المولى تامو، لمساهمتهم المتميزة في مسار الدعوة والإرشاد وخدمة المسلمين بألمانيا.
وكانت فرصة الزيارة لهذا المسجد المبارك مناسبة لدعوة أهل الخير للمساهمة في حملة “بيت في الجنة”لجمع التبرعات لفائدة مسجد المعهد الإسلامي دار الهدى بأمستردام، قصد تسديد الدين وتتمة شراء مقر المسجد.