{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم:24-26].
هكذا استهل الشيخ البقالي الخمار رئيس جمعية الأئمة بهولندا بإحدى خطبه المنبرية بمسجد دار الهدى خلال الشهرالمنصرم،موضحا تشبيه الله تعالى الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض، والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء، لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء، فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة، وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة.
ويضيف الشيخ الخمار بأن الثمار الطيبة التي يستطيبها الناس تملأ النفس بالصدق والإيمان، وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل.
واستعرض الشيخ الخمار عددا من المواقف والشواهد التي تجلي عن معاني الكلمة الطيبة ودورها في نشر المحبة بين الناس وروح التعاون، موضحا أن كلمة التوحيد هي أفضل كلمة طيبة تزكي النفس وتعين على طهارة القلب وصفاء الروح.
ودعا الشيخ كافة المسلمين للقول الحسن ،والمعروف، وتقوى النار ولو بشق ثمرة فإن لم يجدوا فبكلمة طيبة.أما الكلمة الخبيثة، وهي كلمة الشرك -وما يتبعها من كلام خبيث- فهي على النقيض من ذلك، شجرة لا خير يرتجى منها، فطعمها مر، وريحها غير زاكية، شر وخبث وسوء في مجملها.